Wednesday, 5 August 2020

مقامات الحريري

من البصرة
قصيدة (( ايا من يدعي الفهم))

قصيدة أيا من يدعي الفهم من المقامات المعروفة(( بمقامات الحريري ))لمؤلفها

(( محمد الحريري البصري))

 ، وهي تتكون من خمسون مقامة على غرار مقامات بديع الزمان الهمذاني الذي ابتكر هذا الفن ، وهو نوع من القص الأدبي يلتزم مؤلفه بالصنعة فيعتمد على السجع والبديع ، وهذه القصيدة من المقامة السامية . وقد انتشرت تلك القصيدة بعد أن أنشدها المنشدون  ، وكلماتها تقول :

أيا مَن يدّعي الفَـهْـمْ ... إلى كمْ يا أخا الوَهْـمْ
 تُعبّي الـذّنْـبَ والـذمّ ... وتُخْطي الخَطأ الجَـمّ أمَا بانَ لـكَ الـعـيْبْ ... أمَا أنْـذرَكَ الـشّـيبْ وما في نُصحِـهِ ريْبْ ... ولا سمْعُكَ قـدْ صـمّ أمَا نادَى بكَ الـمـوتْ ... أمَا أسْمَعَك الصّـوْتْ أما تخشَى من الفَـوْتْ ... فتَحْـتـاطَ وتـهـتـمْ فكمْ تسدَرُ في السهْـوْ ... وتختالُ من الـزهْـوْ وتنْصَبُّ إلى الـلّـهـوْ ... كأنّ الموتَ مـا عَـمّ وحَـتّـام تَـجـافـيكْ ... وإبْـطـاءُ تـلافـيكْ طِباعاً جمْعـتْ فـيكْ ... عُيوباً شمْلُها انْـضَـمّ إذا أسخَطْـتَ مـوْلاكْ ... فَما تقْلَـقُ مـنْ ذاكْ وإنْ أخفَقَ مسـعـاكْ ... تلظّيتَ مـنَ الـهـمّ وإنْ لاحَ لكَ النّـقـشْ ... منَ الأصفَرِ تهـتَـشّ وإن مرّ بك النّـعـشْ ... تغامَـمْـتَ ولا غـمّ تُعاصي النّاصِحَ البَـرّ ... وتعْـتـاصُ وتَـزْوَرّ وتنْقـادُ لـمَـنْ غَـرّ ... ومنْ مانَ ومـنْ نَـمّ وتسعى في هَوى النّفسْ ... وتحْتالُ على الفَـلْـسْ وتنسَى ظُلمةَ الرّمـسْ ... ولا تَـذكُـرُ مـا ثَـمّ ولوْ لاحظَـكَ الـحـظّ ... لما طاحَ بكَ اللّـحْـظْ ولا كُنتَ إذا الـوَعـظْ ... جَلا الأحزانَ تغْـتَـمّ ستُذْري الدّمَ لا الدّمْـعْ ... إذا عايَنْتَ لا جـمْـعْ يَقي في عَرصَةِ الجمعْ ... ولا خـالَ ولا عــمّ كأني بـكَ تـنـحـطّ ... إلى اللحْدِ وتـنْـغـطّ وقد أسلمَك الـرّهـطْ ... إلى أضيَقَ مـنْ سـمّ هُناك الجسمُ مـمـدودْ ... ليستـأكِـلَـهُ الـدّودْ إلى أن ينخَرَ الـعـودْ ... ويُمسي العظمُ قـد رمّ ومنْ بـعْـدُ فـلا بُـدّ ... منَ العرْضِ إذا اعتُـدّ صِراطٌ جَـسْـرُهُ مُـدّ ... على النارِ لـمَـنْ أمّ فكمْ من مُرشـدٍ ضـلّ ... ومـنْ ذي عِـزةٍ ذَلّ وكم مـن عـالِـمٍ زلّ ... وقال الخطْبُ قد طـمّ فبادِرْ أيّها الـغُـمْـرْ ... لِما يحْلو بـهِ الـمُـرّ فقد كادَ يهي العُـمـرْ ... وما أقلعْـتَ عـن ذمّ ولا ترْكَنْ إلى الدهـرْ ... وإنْ لانَ وإن ســرّ فتُلْفى كمـنْ اغـتَـرّ ... بأفعى تنفُـثُ الـسـمّ وخفّضْ منْ تـراقـيكْ ... فإنّ المـوتَ لاقِـيكْ وسارٍ فـي تـراقـيكْ ... وما ينـكُـلُ إنْ هـمّ وجانِبْ صعَرَ الـخـدّ ... إذا ساعـدَكَ الـجـدّ وزُمّ اللـفْـظَ إنْ نـدّ ... فَما أسـعَـدَ مَـنْ زمّ ونفِّسْ عن أخي البـثّ ... وصـدّقْـهُ إذا نــثّ ورُمّ العـمَـلَ الـرثّ ... فقد أفـلـحَ مَـنْ رمّ ورِشْ مَن ريشُهُ انحصّ ... بما عمّ ومـا خـصّ ولا تأسَ على النّقـصْ ... ولا تحرِصْ على اللَّمّ وعادِ الخُلُـقَ الـرّذْلْ ... وعوّدْ كفّـكَ الـبـذْلْ ولا تستمِـعِ الـعـذلْ ... ونزّهْها عنِ الـضـمّ وزوّدْ نفسَكَ الـخـيرْ ... ودعْ ما يُعقِبُ الضّـيرْ وهيّئ مركبَ الـسّـيرْ ... وخَفْ منْ لُـجّةِ الـيمّ بِذا أُوصـيتُ يا صـاحْ ... وقد بُحتُ كمَـن بـاحْ فطوبى لـفـتًـى راحْ ... بآدابـــيَ يأتَـــم

 وقد قال الحريري في ذات المقامة أيضا محدثاً شيخه :

 إلى كمْ يا أبا زيدْ ... أفانينُكَ في الكيدْ ليَنحاشَ لكَ الصيدْ ... ولا تعْبا بمَنْ ذمّ فأجابَ من غيرِ استِحْياء. ولا ارْتِياء.

وقال: تبصّـرْ ودعِ الـلـوْمْ ... وقُلْ لي هل تَرى اليومْ فتًى لا يقمُـرُ الـقـومْ ... متى ما دَسـتُـهُ تم.

من هو كاتبها محمد البصري ؟
الجواب /

أبو محمد محمد بن القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري الحرامي البصري أديب من أدباء البصرة (446هـ/1054م - 6 رجب 516 هـ/11 سبتمبر 1112م) من أكبر أدباء العرب ،

وصاحب مقامات الحريري.

 لم يبلغ كتاب من كتب الأدب في العربية ما بلغته مقامات الحريري من بُعد الصيت واستطارة الشهرة، ولم يكد الحريري ينتهي من إنشائها حتى أقبل الوراقون في بغداد على كتابتها،

وتسابق العلماء على قراءتها عليه، وذكروا أنه وقَّع بخطه في عدة شهور من سنة (514 هـ - 1110م) على سبعمائة نسخة،

وبلغ من شهرتها في حياة الحريري أن أقبل من الأندلس فريق من علمائها لقراءة المقامات عليه،

 ثم عادوا إلى بلادهم حيث تلقاها عنهم العلماء والأدباء، وتناولوها رواية وحفظًا ومدارسة وشرحًا.

: مقامات الحريري
المقامات فن من فنون الكتابة العربية ابتكره بديع الزمان الهمذاني، وهو نوع من القصص القصيرة تحفل بالحركة التمثيلية، ويدور الحوار فيها بين شخصين، ويلتزم مؤلفها بالصنعة الأدبية التي تعتمد على السجع والبديع.

يحكي الحريري عن سبب إنشائه المقامات التي بدأ في كتابتها في سنة 495 هـ/1101 م وانتهى منها عام 504 هـ/1110 م، فيقول:

«إن أبا زيد السروجي كان من أهل البصرة، وكان شيخًا شحاذاً أديباً بليغاً فصيحاً، ورد البصرة، فوقف في مسجد بني حرام ، فسلّم، ثم سأل، وكان المسجد غاصاً بالفضلاء، فأعجبتهم فصاحته وحسن كلامه، وذكر أسر الروم ولده، فاجتمع عندي عشية جماعة، فحكيت ما شاهدت من ذلك السائل، وما سمعت من ظرفه، فحكى كل واحد عنه نحو ما حكيت، فأنشأت المقامة الحرامية، ثم بنيت عليها سائر المقامات التي تبلغ خمسين مقامة».

البطل والراوي

وقد نسب الحريري رواية هذه المقامات إلى الحارث بن همام، فهو الذي يروي أخبارها، ويقول ابن خلكان:

 إنه قصد بهذا الاسم نفسهُ، ونظر في ذلك إلى قول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) :

«"كلكم حارث وكلكم همام"»

 فالحارث: الكاسب، والهمام كثير الاهتمام بأموره، وما من شخص إلا وهو حارث وهمام ،

 وقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أيضاً :

 «" أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة"»

 ، أما بطل هذه المقامات فهو أبو زيد السروجي،

 وهو متسول يعتمد على حسن الكلام وسحر البيان في جذب اهتمام الناس، واستلاب عواطفهم، واستمالة عقولهم ليمنحوه صدقاتهم. وتختلف الروايات في حقيقة أبي زيد السروجي، فمن قائل إنه اسم خيالي وضعه الحريري صاحب المقامات، واستوحاه من صورة الشحاذ الذي لقيه في مسجد بني حرام بالبصرة، في حين يذهب البعض أنه شخصية حقيقية،

 والأقرب إلى الصواب أن أبا زيد السروجي شخصية نسجها خيال الحريري، ليحوك من حولها حيل أديب متسول، مثلما اتخذ بديع الزمان الهمذاني من أبي الفتح الإسكندري بطلاً لمقاماته.

 وتبدأ المقامات بلقاء بين الحارث بن همام وأبي زيد السروجي في صنعاء، وهما في ريعان الشباب وربيع العمر، حيث لقي الحارث أبا زيد خطيبًا واعظًا في جمع من الناس، ثم تبعه فعرفه مخادعًا كذابًا، وعلى هذا اللقاء بنى الحريري المقامة الأولى، وأطلق عليها

"المقامة الصنعانية"

، ثم أخذ الحارث يجوب البلاد ويواصل الأسفار ليلقى أبا زيد في أماكن مختلفة، في ساحات القضاء، ومجالس الولاة، وأندية الأدباء، ثم يلتقيان في مسجد البصرة، وقد تقدم بهما العمر، وهدَّ جسدهما طول الزمن، فإذا أبو زيد يقف في حشد من الناس يعلن توبته، ويندم على ما قدّم من ذنوب وآثام، ثم يعزم على العودة إلى بلده "سروج" وينصرف إلى العبادة والصلاة، أما الحارث بن همام فيتوقف عن السفر والترحال، ويجنح إلى الراحة، ويكون هذا هو آخر لقاء بينهما، وبه تنتهي المقامة الخمسون آخر المقامات.

بين القص والصنعة البيانية

تجمع المقامات التي أنشأها الحريري بين متعة القص والحكي وتحقيق الغاية البيانية البلاغية، ويذكر في مقدمة عمله مقصده بقوله:

 «"أنشأت خمسين مقامة تحتوي على جد القول وهزله، ورقيق اللفظ وجزله، وغرر البيان ودرره، وملح الأدب ونوادره، إلى ما وشحتها به من الآيات، ومحاسن الكنايات ووضعته فيها من الأمثال العربية واللطائف الأدبية، والأحاجي النحوية والفتاوى اللغوية، والرسائل المبتكرة، والمواعظ المبكية، والأضاحيك الملهية"»

غير أن الصنعة البيانية قد غلبت على القص والحكاية، وزاد من افتتان الناس بها البراعة الفائقة والقدرة الفذة التي كتب بها الحريري هذا العمل، وكأن المعجم العربي قد نُثِر كله بين يديه يختار منه ما يشاء في صنعة عجيبة وإحكام دقيق. ولم يكتف الحريري بالسجع والمحسنات البديعية في مقاماته، وإنما أضاف إليها أمورًا أخرى غاية في التعقيد، لكنه تجاوز هذا التعقيد في براعة فائقة، فأورد في المقامة السادسة التي بعنوان
 "المراغية" رسالة بديعة تتوالى كلماتها مرة منقوطة ومرة غير منقوطة، منها قوله: «"العطاء ينجي، والمطال يشجي، والدعاء يقي، والمدح ينقي، والحر يجزي..."» ، ويسمى المقامة السادسة والعشرين باسم الرقطاء ، لأنها تحتوي على رسالة ، تتوالى حروف كلماتها بالتبادل بين النقط وعدمه ، مثل قوله: «"ونائل يديه فاض، وشح قلبه غاض، وخلف سخائه يحتلب...".» ، وفي المقامة الثامنة يخطب أبو زيد السروجي خطبة كل كلماتها غير منقوطة، بدأها بقوله: «"الحمد لله الممدوح الأسماء، المحمود الآلاء، الواسع العطاء، المدعو لحسم اللأواء، مالك الأمم، ومصور الرمم، وأهل السماح والكرم ومهلك عاد وإرم..."».

عناية العلماء بمقامات الحريري

حظيت مقامات الحريري منذ أن ألفها الحريري باهتمام العلماء فأقبلوا عليها يشرحونها، لما زخرت به من الألفاظ والأمثال والأحاجي والألغاز، والمسائل النحوية والبلاغية، وقد أحصى "حاجي خليفة" صاحب كتاب "كشف الظنون" أكثر من خمسة وثلاثين شارحًا، منهم:

محمد بن علي بن عبد الله الحلي.
محمد بن محمد المكي الصقلي المعروف بابن ظفر.
أبو المظفر محمد بن أسعد المعروف بابن حكيم.
عبد الله بن الحسين العكبري.
أحمد بن عبد المؤمن من موسى الشريشي.
وقد انتبه المستشرقون منذ وقت مبكر إلى أهمية المقامات فأولوها عنايتهم وترجموها إلى لغاتهم، فقام المستشرق الهولندي "جوليوس" في سنة (1067 هـ - 1656م) بترجمة المقامة الأولى إلى اللغة اللاتينية، ثم نقل المستشرق الهولندي نفسه ست مقامات بين سنتي (1144 هـ - 1731 م) و (1153 هـ - 1740م) إلى اللاتينية.

وفي فرنسا قام المستشرق "كوسان دي برسفال" بنشر المتن العربي الكامل سنة (1337 هـ - 1918 م)، كما قام الأستاذ "دي ساسي" بجمع مخطوطات المقامات وشروحها، وعمل منها شرحًا عربيًا، وطبع المتن والشرح في باريس سنة (1238 هـ - 1822م). كما ترجمت المقامات إلى الألمانية، وقام بالترجمة المستشرق "ركرت"، وتمتعت هذه الترجمة بشهرة واسعة في عالم الاستشراق، وتُرجمت إلى الإنجليزية سنة (1284 هـ - 1867م)

. وكانت مقامات الحريري من أوائل ما طُبع من المكتبة العربية، وتوالت طبعاتها في باريس ولندن وليدن ولكنو ودلهي بالهند، والقاهرة وبيروت.

Monday, 22 June 2020

يا دجلة الخير #الجواهري

تذكرتها وكأنها
 لمن فارق العراق
و فارق  الحياة في العراق

يا دجلة الخير
للجواهري

حيّيتُ سفحَكِ عن بُعــــدٍ فحيـِّيني
يا دجلةَ الخيرِ يا امَّ البســــــاتينِ
حييَّتُ سفحكِ ظمآنا ألــــــوذُ به
لـــــوذَ الحمائمِ بين الماء والطين
يا دجلةَ الخيرِ يا نبعاً افـــــارقُهُ
على الكـــــراهةِ بين الحينِ ولبحين
إنِّي وردتُ عيونَ الــــماء صافيةً
نبْعا فنبْعا فما كــــــانت لترْويني
وانتَ يا قاربا تلْوي الريــــاحُ به
لَيَّ النســــــــائمِ اطرافَ الافانين
ودِدتُ ذاك الشِراعَ الـرخص لو #كفني
#يُحاكُ منه غداةَ البين يطــــــويني
يا دجلةَ الخيرِ قد هانت مطـــامحُنا
حتى لأدنى طمـــــاحٍ غيرُ مضمون

اتظْمنينَ مَقيلاً لي سواســـــيةً
بين الحشائشِ او بين الريــــــاحين؟

خلْواً من الهمِّ إلا همَّ خـــــافقةٍ
بين الجـــــــوانحِ اعنيها وتعنيني
تهُزُّني فأُجــــــاريها فتدفعُني
كالريح تُعجِل في دفع الطـــــواحين

يا دجلةَ الخيرِ يا اطيـــافَ ساحرةٍ
يا خمرَ خابيةٍ في ظلِّ عُــــــرْجون

يا #سكتةَ الموتِ يا إعصــارَ زوبعةٍ
يا خنجرَ الغدرِ , يا اغصــــانَ زيتون

يا أُم بغداد من ظرفٍ ومن غـــنَجٍ
مشى التبغددُ حتى في الدهــــــاقين

يا امَّ تلك التي من (ألـــفِ ليلتِها)
للآنَ يعبِق عِطرٌ في التـــــــلاحين

يا مُستَجم (النُّواسيِّ) الذي لــبِستْ
به الحضارةُ ثوبـــــا وشيَ(هارون)

الغاسلِ الهمَّ في ثغرٍ وفي حَـــببٍ
والمُلبسِ العقلَ ازيــــــاءَ المجانين

والساحبِ يأباه الزِّقَّ ويُكــــرِهُه
والمنفِقِ اليومَ يُفــــــدى بالثلاثين

والراهنِ السابِريَّ الخزَّفي قـــدحٍ
والملهِمِ الفنَّ من لهوٍ افـــــــانين

والمُسمعِ الدهرَ والدنيا وســاكنَها
قرْعَ النواقيسِ في عيد الشعـــــانين

يا #دجلةَ الخيرِ ما يُغليــكِ من حنَقٍ
يُغلي فؤادي ومــــا يُشجيكِ يشجيني

ما ان تزالَ سيــــاطُ البغي #ناقعةً
في مـــائك الطُهرِ بين الحين والحين

ووالغاتٌ خيولُ البغي مُصــــبِحةً
على القُرى آمنــــــاتٍ والدهاقين

يا دجلة الخير ادري بالذي طفــحت
به مجــــــاريك من فوقٍ الى دون

ادري على ايِّ قيثارٍ قد انفـــجرت
اتغامُكِ السُمر عن أنَّـــــات محزون

ادري بأنكِ من ألفٍ مضـــتْ هدَرا
للآن تَهْزينَ من حكم الســــــلاطين

تهزين ان لم تزلْ في الشرق شاردةً
من النواويس ارواحُ الفــــــراعين

تهزين من خصْبِ جنَّات مــنشَّرةٍ
على الضفاف ومن #بؤس_المـــــلايين

تهزين من عُتقاءٍ يوم ملــــحمةٍ
اضفوا دروعَ مطاعيمٍ مطـــــاعين

الضارعين لأقدارٍ تحِـــــلُّ بهم
كما تلوَّى ببطن الحـــــوتِ #ذو_النون

يرون سودَ الرزايا في حقيقـــتها
ويفــــــزعون الى حدْسٍ وتخمين

والخـــائفينَ اجتداعَ الفقرِ ما لهمُ
والمُفضلينَ عليه جــــــدْعَ عِرنين

واللائذينَ بدعوى الصـــبر مَجْبنَةً
مُستعْصِمينَ بحبلٍ مـــــنه موهون

والصبرُ مـــا انفكَّ مرداةً لمحترِبٍ
ومستميتٍ ومنجـــــــاةٌ لمِسكين

يا دجلة الخير والدنيــــا مُفارَقةٌ
وايُّ شرٍّ بخيرٍ غـــــــيرُ مقرون

#وايُّ_خيرٍ_بلا_شرٍّ_يلقِّــــــحُهُ
طهرُ المــــلائك من رجس الشياطين

يا دجلة الخير كم من كنز #موهـبةٍ
لديك في (القُمقُم)المسحــــورِ مخزون

لعلَّ تلك العفاريتَ التي احتُجِــزتْ
مُحمَّلاتٌ على اكتـــــــاف (دُلفين)

لعلَّ يوما عصوفا جارفـــا عرِما
آتٍ فتُرضيك عقبـــــــاه #وترضيني

يا دجلة الخير ان الشعرَ هــدْهدةٌ
للسمع مـــــــا بين ترخيمٍ وتنوين

عفوا يردِّد في رَفهٍ وفي عــــلَلٍ
لحن الحيــــــاة رخيِّا غيرَ مَلحون

يا دجلة الخير كان الشعرُ مُذْ رسمتْ
كف الطبيعةِ لوحـــــا (سِفرَ تكوين)

(مزمارُ داودَ) اقوى من نبـــوَّتهِ
فحوىً وابلغُ منهــــــا في التضامين

#يادجلة الخير لم نَصحب لمــسكنةٍ
#لكن لنلمِسُ اوجــــــــاعَ المساكين

هذي #الخلائقُ اسفارٌ مجــــسَّدةٌ
المُلهمون عليهــــــــا كالعناوين

اذا دجا الخطبُ شعَّت في ضمائرهم
اضواء حرفٍ بليل البـــــؤس مرهون

دينٌ لِزامٌ ومحســــودٌ بنعمته
من راح منهم خليصــــــا غيرَ مديون

يا دجلة الخير مــــا ابقيتُ جازيةً
لم اقضِ عنديَ منهــــا دَيْنَ مديون

ما كنتُ في مشهدٍ يَعنيك مُتَّهــــما
خبَّا وما كنتُ في غـــــيبٍ بظِنِّين

وكان جُرحُكِ إلهـــــامي مُشاركةً
#وكان يأخذُ من جُرحي ويُــــعطيني

وكان ساحُكِ من ســـاحي اذا نزلت
به الشدائـــــــد اقريه ويَقريني

حتى الضفادعُ في سفحيـــكِ سارية
عاطيتُها فاتنــــــاتٍ حبَّ مفتون

#غازلتُهنَّ خليعـــــاتٍ وان لبست
من الطحــــــالب مزهوَّ الفساتين

يا دجلة الخير #هلاَّ بعــــضُ عارفَةٍ
تُسدي إليَّ عـــــلى بُعدٍ فتَجزيني

يا دجلة الخير #مَنِّيني بعــــــاطفةٍ
#وألهمينيَ سُلـــــــوانا يُسلِّيني

يا دجلة الخير من كل الأُلى خبَـــروا
#بلوايَ لم ألفِ حتى من يـــواسيني

يا دجلة الخير #خلِّي المـــوجَ مُرتفعا
طيفـــــا يمرُّ وإن بعضَ الاحايين

#وحمِّلــــــيه بحيثُ الثلجُ يغمرني
دفءَ(الكـوانين) او عطر (التشارين)

يا دجلة الخير يـــا من ظلَّ طائفُها
عن كل مـــــا جَلَتِ الاحلام #يُلهيني

#لو تعلمين باطيـــــافي ووحشتِها
ودِدتِ مثــــلي لو انَّ النومَ يجفوني

((#اجسُ يقظـــــانَ اطرافي اعالجها
ممـــــا تحرَّقت في نومي بآتوني))

#واستريح الى كــــــوبٍ يُطمئننُي
ان لبيس مـــا فيه من ماءٍ بغِسلين

والمِسُ الجُدُرَ الدَكنـــــاءَ تخبرني
ان لســـتُ في مَهْمَهٍ بالغِيل مسكون

يا دجلة الخير #خلِّينـــي وما قَسَمتْ
لي المقــــــاديرُ من #لدغ الثعابين

الطالحاتُ فما يبعثْنَ صــــــالحةً
ولا يُبعْثرنَ إلا كلَّ مــــــــأفون

والراهنـــــاتُ بجسمي يَنْتَبشْنَ به
نبشَ #الهوامِ ضريحــــا كلَّ مدفون

واهاً لنفسيَ من جمـــعِ النقيضِ بها
نقيضَه جمــــــعَ تحريكٍ وتسكين

جنبا الى جنب آلامٍ اقطِّـــــــفُها
قطفَ الجياعِ جنى اللـــذات يزهوني

واركبُ الهــــولَ في ريعانِ مأمنةٍ
حبُّ الحيـــــاِةِ بحبِّ الموتِ يُغريني

ما إن ابــــالي أصاباً درَّ ام عسلاً
مريٌ اراه عــــلى العلاَّتِ يرضيني

غولاً تسنَّمتُ لم أســـــأل اكارعَه
الى الهوى ام على الواحــات ترميني

وما البطــــولاتُ اعجازٌ وان قنِعت
نفس الجبــــانِ عن العلياء بالهُون

#وانَّمــــــا هي صفوٌ من ممارسةٍ
للطرئات وإمعـــــــانٍ وتمرين

لا يولدُ المرءُ لا هِـــــرَّاً ولا سَبُعاً
#لكن عصــــــارةَ تجريبٍ وتلقين

يا دجلة الخير كــ،م معنىً مزجتُ له
دمي بلــــحمي في احلى المواعين

ألفيته فرطَ ما ألـــــوي اللواة به
يشكو الامرَّينِ من عـسْفٍ ومن هُون

أجرَّه الشوكَ ألفــــــاظٌ مُرصَّفةٌ
أجرَّها الشـــوكَ سجعٌ شِبهُ موزون

سهِرتُ ليلَ (اخي ذبيان) احضُـــنه
حَضنَ الرواضـــعِ بين العتِّ واللين

اعيدُ من خلقهِ نحتــــا وخَضْخضَةً
#والنجمُ  يَعجَب من تلك التمــــارين

حتى اذا آض ريَّان الصِبـــا غَضِرا
مهوى قـــلوبِ الحسانِ الخرَّدِ العين

اتاح لي سُمَّ حيَّاتٍ مُرقَـــــــطةٍ
تَدبُّ في حمـــــأ بالحقد مسنون

فهل بحسبِ الليــالي من صدى ألمي
أني مَضِيغَةُ أنيــــــابِ #السراحين

الآكـــــــلين بلحمي سُمَّ أغرِبةٍ
وغصَّةً في حـــــلاقين الشواهين

#والســـاترين  بشتمي عُرْيَ سوأتِهم
#كخَصفِ حـــوَّاءَ دوحَ التوتِ والتين

والعــــائشين على الاهواء مُنزلةً
على بيـــــــانٍ بلا هَديٍ وتبيين

والميِّتين وقد هيضت ضمــــائرهم
بواخـــــزٍ معهم في القبر مدفون

صنَّـــــاجةَ الادبِ الغالي وكم حقبٍ
بها المــواهبُ سيمَت سَوْمَ مغبون

ومُنْزلَ السِوَرِ البــــــتراء لاعِنةً
مَن لم يكن قبــــلها يوما بملعون

جوزيتَ عنها بــــما انت الصليُّ به
هذا لَعمري عطـــاءٌ غيرُ ممنون!!

ماذا سوى مثل ما لاقيتَ تـــــأمُلُهُ
شمُ العـــرانين من جُدْع العرانين

حامي الظغـــــائن لا حمدٌ ولا مِقةٌ
وقد يكون عــــزاءً حمدُ مظعون

لمن؟وفيمَ؟ وعمَّـــــن انت محتملٌ
ثِقْلَ الدَّيــــات من الابكار والعُون

ويا زعيمــــــا بأن لم يأته خبرٌ
عمَّـــــا يُنشَّرُ من تلك الدواوين

لك العمى ومتى احتجَّتْ بـــأن قَعَدتْ
عن المــــوازينِ اربابُ الموازين

بل قد مَشتْ لكَ كالاصبــــاحِ عابقةً
وانت تحذرهــــا حذرَ الطواعين

كفرتُ بالعلم صِفرَ القلب تحمـــــله
للبيع في السوق اشباهُ الـــبراذين

كانت عبـــــــاقرةُ الدنيا وقادتُها
تأتي المورِّقَ في اقـــصى الدكاكين

تلمُ ما قـــــد عسى ان فات شارِدُهُ
عنها ولـــو كان في غيَّابة الصين

#لهفي على امَّةٍ غــــاض الضميرُ بها
من #مدَّعي العلـــمِ والاداب والدين

موتى الضـــمائرِ تُعطي الميْتَ دمعتَها
وتستعينُ عــــــلى حيٍّ بسكِّين

لابُدَّ معجِلةلإ كفُّ الخـــــــرابِ به
بيتٌ يقوم على هذي الاســـاطين

جُبْ اربُعَ النقد واسأل عن مـــلاحمها
فهل ترى من نبيغٍ غــيرِ مطعون
وقِفْ بحــــيثُ ذوو النَّزعِ الاخير بها
وزُرْ قُبورَ الضحـــايا والقرابين
ترَ الفطاحلَ في قتــــــلٍ على عمدٍ
همُ الفطـــاحلُ في صوغ التآبين
مِن ناكرٍ عَلَمــــــاً تُهدى الغواة به
حتى كأن لم يكن في الكاف والنون
أو قــــــارنٍ بإسمهِ خُبثاً وملأمةٌ
مَن ليس يوما بضبْعيهِ بمقـــرون
تشفيَّاً إنَّ لمحَ الفكر منطـــــــلقا
قذىً بعــــين دعيِّ الفكر مأفون
عادى المعـــــاجمَ وغْدٌ يستهين بها
يُحصي بـــها(ابجدياتٍ) ويعدوني
شلَّت يداك وخاست ريشةٌ غفلــــت
عن البـــلابل في رسم السعادين
يا دجلة الخير ردَّتني صـــــنيعتَها
خوالـــجٌ هُنَّ من صنعي وتكويني
إن المصائبَ طوعا او كراهـــــيةً
أعدْنَ نَحْتي كمــــا أبدَعْنَ تلويني
أرينني أنَّ عندي من شوافِعِهـــــا
اذا تــــــباهى زكيٌ ما يزكِّيني
وجَبَّ شتى مقـــــاييسٍ اخذتُ بها
مقيـــاسُ صبرٍ على ضُرٍّ وتوطين
وراح فضلُ الذي يبغي مبـــــاهلتي
نعمــــى تعنِّيه من بؤسي تعنيني
يادجلة الخير شكـــوى امرُها عجبٌ
إنَّ الذي جئت اشكــو منه يشكوني
ماذا صنعتُ بنفسي قــــد أحقْتُ بها
ما لم يُحقْهُ بـ(روما)عسفُ (نيرون)
ألزمتهــــا الجِدَّ حيثُ الناسُ هازلةٌ
والهـــزلَ في موقفٍ بالجدِّ مقرون
وسُمْتـُها الخسفَ اعدى ما تكــونُ له
وامنعُ الخسفَ حتى من يعـــاديني
ورحتُ اضمي واسقي من دمــي زُمرا
راحت تُسقي أخــــا لؤمٍ وتُظميني
وقلتُ بالــــــزهدِ ادري انَّه عنَتٌ
لا الزهدُ دأبي ولا الإمساك من ديني
خَرطَ القتــــــاد امنِّيها وقد خُلقتْ
كيمــــا تنامَ على وردٍ ونِسرين
حراجةٌ لو يُرى حمدٌ يــــــرافقها
هــــانتْ وقد يُدرَّى خطبٌ بتهوين
لكنْ رأيتُ سِمـــــاتِ الخيرِ ضائعةً
في الشرِّ كاللثغِ بين السينِ والشين
ما أضيعَ المـــاسَ مصنوعا ومنطَبِعا
حتى لـــــدى اهلِ تمييزٍ وتثمين
يا دجلة الخير هــــل ابصرتِ بارقةً
ألقت بلمحٍ على شطَّيــــكِ مظنون
تلكمْ هي العمــرُ ومضٌ من سنى عدمٍ
ينصبُ في عـــدَمٍ في الغيبِ مكنون
يا دجلة الخيـــر هل في الشكِّ منجلياً
حقيقةٌ دون تلـــــميحٍ وتخمين؟
ام خولطت فيــــــه اوهامٌ واخيلةٌ
كما تخــــالطت الالوانُ في الجُون
أكاد اخـــرج من جلدي اذا اضطربت
هواجسٌ بين ايقــــــانٍ وتظنين
اقول لم كنزُ قارونٍ وقد عَـــــلِمتْ
كفَّايَ أن ليس يُـــجدي كنزُ قارون
أقول ما كنزُ قارونٍ فيــــــدمَغُني
أنَّ الخَصــاصةَ من بعض السراطين
اقول ليت كفافا والكفـــــــافُ يه
رُحبُ الحيـــاةِ وأقواتُ المساجين
أقولُهنَّ وعندي علــــــمُ ذي ثِقةٍ
أنْ ليس يُؤخـــــذَ علمٌ بالاظانين
وإنما هي نفسٌ همُّ صــــــاحبها
أنْ لا تُصدِّق مــــدحوضَ البراهين
لم يوهب الفكرُ قـــــانونا يُحصِّنه
من الظنونِ ومن سُخف القـــوانين
يا نـــــازحَ الدارِ ناغِ العودَ ثانيةً
وجُسَّ أوتــــــارُه بالرِفقِ واللين
لعلَّ نجوى تــــــُداوي حرَّ افئدة
فيهـــــا الحزازاتُ تَغلي كالبراكين
وعلَّ عقبى منـــــــاغاةٍ مُخفَّفةً
حمَّى عنــــاتر (صفينِ) و(حطين)
ويا صدى ذكريــــاتٍ يستثرن دمي
بِهزَّةٍ جمةِ الالــــــوان تعروني
اشكو المرارةَ من إعنــــاتِ جامحةٍ
منها الى سمحةٍ بــــرّ فتُشكيني
مثلَ الضرائــــرِ هذي لا تطاوعني
فأستريحُ الى هــــــذي فتُؤويني
ويا مَقيلا على غربيِّها أبــــــداً
ذكراهُ تعطِـــفُ من عودي وتلويني
عُشُّ الاهازيجِ من سَجــــعي يُردِّدها
سجعُ الحمـــامِ وترجيعُ الطواحين
وسِدرةٌ نبعُها خضدٌ وســــــاقيةٌ
وبــــاسقُ النخلِ معقوفُ العراجين
ومُسْتَدقُّ صخورٍ من مـــــآبرها
رؤىً تظلُّ على الحــــالينِ تُشجيني
من انمل الغيد في حســــن تُتمِّمه
فإنْ تعـــــــرَّتْ قمن انياب تنِّين
يا مجمعَ الشملِ من صـحبٍ فُجعتُ به
وآخـــــــرٍ رُحتُ أبلوه ويبلوني
يا نسائمَ إصبــــــاحٍ تصفِّقُ لي
ندى الغصـــــون بليلاتٍ وتسقيني
ويا رؤى أُصُلٍ نــــشوى تراوحني
ويا سنى شفقٍ حلــــــوٍ يُغاديني
ويا مَداحةَ رملٍ في مخـــــاضتها
راحت أُصيبِيةٌ تلــــــهو فتُلهيني
وضجَّةٌ من عصـــــافيرٍ بها فَزعٌ
على أكِنَّتها بين الافــــــــانين
ومنطقٌ ليس بالفصحى فتــــفهمُه
يوما وما هو من حسٍ بملحــــون
وانت يا دجلة الخيـــــرات سِعْليةٌ
قرعــــاء نافجةُ الحضنينِ تعلوني
لا ضيرَ كـــــلٌّ اخي عُشٍّ مفارقُه
وايُّ عُشٍّ من البـــــازي بمامون
ويا ضجيعَي كرىً اعمى يلفُّهمــــا
لفَّ الحبيبين في مطـــــمورةٍ دون
حسبي وحسبُكمـــا من فرقةٍ وجوىً
بلاعجٍ ضَرِمٍ كالجمــــــر يكويني
لم أعْدُ ابوابَ ستـــــينٍ وأحسبني
هِمَّاً وقفتُ على ابـــــواب تسعين
يا صاحبيَّ اذا ابصرت طيفَكمـــــا
يمشي إليَّ على مهـــــلٍ يحييني

اطبقتُ جفنــــاً على جفنٍ لابصُرَه
حتى كـــــأنَّ بريقَ الموتِ يُعشيني

إني شممتُ ثرىً عنفـــــاً يضمُّكما
وفي لُهاثيَ منــــه عِطرُ (دارين)

بنوةً وإخاءً حـــــــلفَ ذي ولعٍ
بتربةٍ في الغد الـــــداني تغطيني

لقد ودِدتُ وأســــرابُ المنى خُدعٌ
لم تَسلمـــــان وان الموت يطويني

قد مِتُّ سبعينَ موتاً بعد يومِكمــــا
يا ذلَّ من يشتري موتـــــا بسبعين

لم أقوَ صبرا على شجوٍ يُـــرمِّضُني
حرَّانَ في قفصِ الاضـــلاعِ مسجون

تصعدتْ آهِ من تلقــــــاء فطرتها
واردفت آهةٌ اخــــــرى بآمين

دبَّ في القلبِ من تــــامورِه ضرمٌ
ما انفكَّ يثلــج صدري حين يُصليني

Hook worms and multiple sclerosis

ديدان تستخدم في تقليل الهجوم المناعي للجسم ضد الجسم في  علاج التصلب للخلايا اللوحية لاعصاب الانسان الدماغ والحبل الشويكي

Ms.. multiple sclerosis
  ونفس الديدان كانت من أهم الأسباب لتأسيس منظمة الصحة العالمية 

قليل من تاريخ هذه الديدان :
عاش في أجساد البشر أو كنا يقال طبيا يستضيف البشر ما يقرب من 300 نوع من الديدان الطفيلية وأكثر من 70 نوعًا من الطفيليات البسيطة الخلايا  ، بعضها توارثناه من أسلافنا الأوائل كما يقول العلم  وبعضها تم الحصول عليه من الحيوانات التي قمنا بتدجينها أو التي اتصلنا بها خلال تاريخنا القصير نسبيًا على الأرض. 

 تمتد معرفتنا بالعدوى الطفيلية إلى العصور القديمة ، وتم العثور على أوصاف الطفيليات والعدوى الطفيلية في الكتابات الأثرية والتاريخية وقد تم تأكيدها من خلال العثور على الطفيليات في المواد الأثرية والحفريات
.  بدأت الدراسة المنهجية للطفيليات برفض نظرية التولد العفوي ونشر نظرية الجراثيم.  بعد ذلك ، سار تاريخ علم الطفيليات البشرية على خطين ، اكتشاف الطفيلي وارتباطه اللاحق بالمرض والاعتراف بمرض والاكتشاف اللاحق لأمراض  تسبب فيها الطفيلي.  

 من أقدم امراض الديدان الطفيلية والطفيليات في البشر: داء الصفر ، داء المشعرات ، داء اللولبية ، داء التنينات ، داء الفيلاريات اللمفاوي ، اللوس ، داء كلابية الذنب ، داء البلهارزيات ، داء المبيض ، داء الجار ، داء كلونية ، داء الأفيش ، داء المثقبيات ، داء المثقبيات ، داء المبيض  داء الليشمانيات ، الملاريا ، داء المقوسات ، داء الخمج المشفي ، داء السيكلوسبوديا ، داء الجراثيم الدقيقة.

 

 من خلال تاريخنا القصير نسبيًا على الأرض ، اكتسب البشر عددًا مذهلاً من الطفيليات وحوالي 300 نوعًا من الديدان الديدان الطفيلية وأكثر من 70 نوعًا من احاديات الخلايا البسيطة البروتوزوا (9).  العديد من هذه الطفيليات نادرة وعرضية الحصول  ، لكننا ما زلنا نؤوي حوالي 90 نوعًا شائعًا نسبيًا ، تسبب نسبة صغيرة منها بعضًا من أهم الأمراض في العالم ، لا محالة ، هذه هي تلك التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام.  نظرًا لأن معظم هذه الأمراض الطفيلية تحدث بشكل أساسي في المناطق الاستوائية ، فقد مال مجال علم الطفيليات إلى التداخل مع مجال الطب الاستوائي ، وبالتالي فإن تاريخ هذين الحقلين متشابك.

  ومع ذلك ، هناك الكثير في تاريخ علم الطفيليات البشرية أكثر من ذلك ، ولا يمكن فصل فهمنا للطفيليات والعدوى الطفيلية عن معرفتنا بتاريخ الجنس البشري.  على وجه الخصوص ، كان انتشار وتوزيع العديد من الطفيليات في جميع أنحاء العالم نتيجة الأنشطة البشرية إلى حد كبير ، وقد أضاف ظهور الإيدز فصلاً جديدًا إلى تاريخ علم الطفيليات.

 تطور الإنسان والهجرة والحضارة والعدوى الطفيلية

 يسير التطور البشري والالتهابات الطفيلية جنبًا إلى جنب ، وبفضل النتائج المنبثقة من مشروع الجينوم البشري ، نعرف الآن أكثر بكثير عن أصول الجنس البشري أكثر من أي وقت مضى .  في وقت ما ، قبل حوالي 150،000 سنة ، ظهر الإنسان العاقل في شرق أفريقيا (254) وانتشر في جميع أنحاء العالم ، ربما في عدة موجات (252) ، حتى قبل 15000 سنة في نهاية العصر الجليدي هاجر البشر إلى جميع أنحاء العالم وسكنوا تقريبًا  لوجه الأرض ، مع إحضار بعض الطفيليات معهم وجمع الآخرين على الطريق.  لغرض هذه المراجعة ، يمكن تصنيف الطفيليات التي تصيب البشر كإرث أو هدايا تذكارية. 

 و أحد من أهم الإرث هي الطفيليات الموروثة من أسلافنا من الرئيسيات في أفريقيا ، والهدايا التذكارية هي تلك التي حصلنا عليها من الحيوانات التي اتصلنا بها أثناء تطورنا وهجراتنا وممارساتنا الزراعية. 
 سهّل تطوير المستوطنات والمدن انتقال العدوى بين البشر ، وأدى فتح طرق التجارة إلى انتشار العدوى الطفيلية على نطاق أوسع.  جلبت تجارة الرقيق ، التي ازدهرت لمدة ثلاثة قرون ونصف من حوالي 1500 ، طفيليات جديدة إلى العالم الجديد من العالم القديم (58) ؛  في الآونة الأخيرة ، أدى انتشار فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والاكتئاب المناعي المرتبط بهذه الحالات إلى ظهور عدد من الإصابات الطفيلية الانتهازية الجديدة في جميع أنحاء العالم 

ومنها صديقة الأطباء في البحث أدنا هووك وورمز أو  الديدان الخطافية وأمراض الديدان الخطافية

 تحدث عدوى الديدان الخطافية البشرية بسبب نوعين ، Ancylostoma duodenale و Necator americanus ، ينشأ النوع الأول في آسيا والأخير ينشأ في أفريقيا.  تتشابه دورات حياة الديدان.  تعيش الديدان البالغة من الذكور والإناث في الأمعاء الدقيقة ، حيث يمكن أن تتسبب في فقد دم كبير.  يمرر البيض مع البراز لتلوث التربة ، حيث تظهر اليرقات وتذوب لتصبح يرقات معدية تحملها جلد العائل الجديد.  في البشر ، تهاجر اليرقات إلى الرئتين والقصبة الهوائية ، والتي تبتلع منها قبل النضج إلى البالغين في الأمعاء الدقيقة.  ارتبطت عدوى الديدان الخطافية البشرية بالبشر في العالم القديم لأكثر من 5000 عام (121).  إن وجود عدوى الديدان الخطافية في أمريكا ما قبل كولومبوس هو موضوع متنازع عليه بشدة.  ليس لدى روبرت ديسويتز شك كبير في أن الديدان الخطافية كانت موجودة قبل وصول الأوروبيين (57) ، لكن كاثلين فولر تشير إلى أنه تم إدخال الديدان الخطافية في الأمريكتين بعد 1492


 العلامات الكلاسيكية لمرض الدودة الشصية هي فقر الدم ، والشحوب

  عام 1879 قام الطبيب البيطري الإيطالي Edoardo Perroncito بتأسيس الربط الحقيقي أثناء التحقيق في أمراض عمال المناجم في نفق St. Gothard (215). بين فقر الدم والديدان الشصية   
الظروف في المناجم تعمل على تطوير الديدان الخطافية اليرقية التي تتطلب الدفء والرطوبة. 
 لم يتم اكتشاف حقيقة أن
 #يرقات_الديدان_الخطافية تدخل الجسم عن طريق مملة من خلال الجلد حتى نهاية القرن التاسع عشر ، عندما أصيب الدكتور الباحث في الطفيليات  آرثر لوس نفسه بطريق الخطأ 
.  في الجزء الأول من القرن العشرين ، كان مرض الدودة الخطافية مشكلة خطيرة في الولايات المتحدة ، حيث قامت مؤسسة روكفلر بمهمة السيطرة على المرض ، وهو نشاط أدى لاحقًا إلى إنشاء عدد من مدارس الصحة العامة و  إنشاء منظمة الصحة العالمية .  




🌹🌹🌷🌷🌷

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

 


 العلاج بالديدان الخطافية لمرض التصلب العصبي المتعدد
Multiple sclerosis MS
:

 18 يونيو 2020

 كان العلاج مع يرقات الديدان الخطافية جيد التحمل في المرضى الذين يعانون من التصلب المتعدد (MS) ، وعلى الرغم من أن النتيجة الأولية لم تتحقق ، إلا أن #هناك بعض الأدلة على وجود تأثير علاجي مفيد في أول تجربة سريرية عشوائية لتقييم مثل هذا النهج.

 #وخلص مؤلفو الدراسة إلى أنه 

(("يبدو أن الكائن الحي يمكن أن يعجل التغيرات التنظيمية المناعية التي قد تؤثر على نشاط مرض التصلب المتعدد".)) 

 و #قال المشارك المشارك كريس إس كونستانتينسكو ، دكتوراه ، جامعة نوتينغهام ، المملكة المتحدة ،

(( "أعتقد أن الأمر الواضح هو أن هناك تأثيرًا علاجيًا ، ولكن هذا على الأرجح متواضع مقارنة بالأدوية القوية المعدلة للمرض المتاحة الآن للتصلب المتعدد".)) 

.

 وأضاف: "لكنني أعتقد أنه سيكون هناك مكانة لهذا النهج - بالنسبة للأفراد الذين يعانون من مرض خفيف الذين لا يرغبون في تناول الأدوية المعدلة للمناعة مدى الحياة ويفضلون اتباع نهج أكثر طبيعية".

 تم نشر الدراسة على الإنترنت في 15 يونيو في 
JAMA Neurology.

 وأوضح Constantinescu أن الديدان الطفيلية عاشت في أمعاء الإنسان لآلاف السنين.  "لقد أصبحنا أصدقاء جيدين وقدمنا ​​منفعة متبادلة لبعضنا البعض. قدمنا ​​لهم مجموعة مناسبة وخلقوا بيئة تقلل من العمليات الالتهابية."

 وأشار إلى أن فرضية "النظافة" تشير إلى أنه من خلال تحسين ممارسات النظافة لدينا ، أزلنا هذه الكائنات الحية أو "الأصدقاء القدامى" ، مما أدى إلى زيادة حالات المناعة الذاتية والالتهابات.

 في مرض التصلب العصبي المتعدد ، هناك دليل جيد على أن الخلايا التائية التنظيمية - التي تمنع عادة الالتهاب المفرط - معيبة.  وقال كونستانتيسكو إن الإصابة بالديدان الخطافية أثبتت أنها تعيد النشاط التنظيمي للخلايا التائية في النماذج التجريبية.

 للدراسة ، تم تعيين 71 مريضا يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي دون علاج تعديل المرض بشكل عشوائي لتلقي العلاج بالديدان الخطافية أو الدواء الوهمي.  تم إعطاء العلاج على شكل 25 يرقة Necator americanus على الجلد في رقعة ، تحاكي العدوى الطبيعية.

 تم إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي شهريًا خلال الأشهر 3 إلى 9 من العلاج ، ثم 3 أشهر بعد العلاج.

 لم تكن نقطة النهاية الأولية - العدد التراكمي لآفات T1 الجديدة / المتضخمة / الجديدة المحسنة في الشهر التاسع - مختلفة اختلافًا كبيرًا بين المجموعتين ، حيث كانت 154 في مجموعة الدودة الخطافية مقابل 164 لمجموعة الدواء الوهمي (متوسط ​​الافتراض).

 وقال كونستانتيسكو: "مع ذلك ، بالنظر إلى البيانات عن كثب ، فإن أكثر من نصف المرضى الذين أصيبوا بالديدان الخطافية ليس لديهم أي آفات جديدة ، والنموذج الإحصائي المستخدم يفقد الطاقة في ظل هذه الظروف".  "وهكذا كنا ضحية نجاحنا".

 من بين براءات الاختراع التي عولجت بالديدان الخطافية ، لم يكن لدى 51٪ نشاط تصوير بالرنين المغناطيسي قابل للكشف مقابل 28٪ ممن تلقوا العلاج الوهمي.

 وأضاف أنه "في تحليل ما بعد الاختراق يركز على عدد المرضى الذين ليس لديهم آفات جديدة ، كان هناك فرق كبير بين المجموعتين".

 وذكر الباحثون أن "هذا التحليل يلمح إلى أن الآفة المعززة للخط القاعدي الأكبر تزيد من احتمالات العلاج بالديدان الخطافية بشكل مستقل ، مما يقلل من احتمالات نشاط التصوير بالرنين المغناطيسي القابل للكشف لاحقًا".

 زادت نقطة النهاية الثانوية ، النسبة المئوية للخلايا التائية التنظيمية من إجمالي خلايا CD4 + في الدم المحيطي بشكل ملحوظ في مجموعة الدودة الشصية وانخفضت في الذراع الوهمي.  ويقول الباحثون "إن هذا يتفق مع التأثيرات المناعية المتوقعة للديدان الطفيلية".

 كان هناك 5 انتكاسات سريرية (14.3٪) في مجموعة الدودة الشصية مقابل 11 (30.6٪) في أولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي.

 لم تكن هناك اختلافات في الأحداث الضائرة بين المجموعات بخلاف المزيد من الانزعاج الجلدي في موقع التطبيق في مجموعة الدودة الشصية (82٪ مقابل 28٪ وهمي).

 وعلق كونستانتينسكو قائلاً: "في حين أن الإصابة الكبيرة بالديدان الخطافية ليست ضارة تمامًا - قد يعاني الأشخاص في إفريقيا من 1000 يرقة أو أكثر ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تأخر النمو ومشاكل إدراكية - ولكن مع 25 يرقة فقط لم نر أي مشاكل".  .

 "في الظروف الصحية لا يمكن أن تنتقل عدوى الديدان الخطافية. تفقس البويضات في البراز وتتطلب أسبوعين في الأرض الموحلة لتتطور إلى يرقات. ثم يتم امتصاص اليرقات عادة من خلال الجلد في القدم من قبل الأشخاص الذين يمشون حفاة.

 وأضاف "لكن في العالم الحديث ، إذا أعطينا 25 يرقة ، فستبقى 25 يرقة في القناة الهضمية لعدة سنوات. هذه ميزة محتملة أخرى لهذا النهج - من المرجح أن يكون لها تأثير طويل ومستدام".

 أعطى الباحثون المرضى دواء لقتل الدودة الشصية في نهاية الدراسة لكنهم لم يكونوا مجبرين على تناولها.  وقال كونستانتينسكو "نخطط لمتابعة المرضى ومقارنة أولئك الذين تناولوا الدواء والذين لم يروا ما إذا كانت هناك آثار طويلة الأمد لعدوى الدودة الشصية".

 وأضاف: "لقد رأينا أيضًا تغيرات مفيدة محتملة كبيرة على الجراثيم المعوية مع عدوى الدودة الشصية ، وكانت هناك بعض الاختلافات في الجراثيم المعوية لدى المرضى الذين يعانون من آفات جديدة والذين لم يعانوا"  "نود أن ندرس هذا عن كثب لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا استهداف عدد أكبر من السكان المستجيبين."

 وأشار إلى أن الباحثين لم يجدوا صعوبة في تجنيد المرضى لهذه الدراسة.  "هذه المجموعة بالذات كانت حريصة للغاية على تجربتها. إنها تأخذ نوعًا معينًا من الأشخاص - أولئك الذين يفضلون العلاج الطبيعي على النهج الصيدلاني."

 وخلص كونستانتينسكو إلى أنهم يعتقدون أن هناك ما يكفي هنا لتبرير الاستمرار في هذا البحث.  "لقد علمتنا هذه الدراسة الكثير ، لكننا نأمل في معرفة المزيد عن بيولوجيا ومناعة العدوى بجرعات مختلفة ، بما في ذلك إعطاء جرعة منشطة ثانية لتعزيز الاستجابة العلاجية."

 "ابق الديدان في الوحل"

 في افتتاحية مرافقة ، يقول دانييل أونتانيدا ، دكتوراه في الطب ، ودكتوراه ، وجيفري أ. كوهين ، دكتوراه في الطب ، مركز ميلين للتصلب المتعدد ، كليفلاند كلينيك ، أوهايو ، يجب تفسير نتائج هذه التجربة بحذر.

 وكتبوا "إن التأثير على المظهر المناعي مثير للاهتمام ، ومع ذلك ، لا يمكن ترجمة هذه النتيجة إلى دليل على الفعالية السريرية".

 يقول المحررون: "على الرغم من أن العلاج مع يرقات N americanus آمن ، إلا أن فعاليته تبدو متواضعة ، مما يجعل من غير المرجح أن يكون علاجًا كافياً لوحده للتصلب المتعدد".  وأضافوا أن "استخدام علاج الديدان الطفيلية كعلاج إضافي أمر صعب بالنظر إلى الزيادة المحتملة في معدلات الإصابة عند استخدامها مع الأدوية المترافقة مع المناعة".

 "قد تكون الآثار المتعلقة بتأثير النظافة الصحية المفرطة ، وحتى المفرطة ، للوقاية من العدوى أمرًا مهمًا بالنسبة لنا للنظر أثناء محاولتنا تحديد كيفية إيقاف أمراض المناعة الذاتية مثل مرض التصلب العصبي المتعدد. ومع ذلك ، من حيث أداة لترسانتنا العلاجية ،  ويخلصون إلى أن الديدان قد تضطر إلى البقاء في الوحل ".

 تم دعم هذه الدراسة من قبل جمعية التصلب العصبي المتعدد في بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية ، وصندوق فورمان هاردي الخيري عبر جامعة نوتنغهام ، ومنحة غير مقيدة من باير شيرينغ.